اخبار الساعةمقالات رئيس التحرير

أحمد بكر سليم يكتب :أين الرقابة الموحدة يا سيادة الرئيس .؟!

ان الطامة الكبرى فى تعدد الأجهزة الرقابية ( حتى تفرق الدوم بينهم )  مما يؤدى إلى تداخل اختصاصاتها وتضاربها بشكل واضح وملحوظ ..!

سؤال ظل يتردد فى عقلى كثيراً كلما شاهدت حجم الأنجازات الحاصلة فى هذا العصر .. مصر تغير شكلها بدرجة كبيرة .. وراحت تتزين وتتجمل حتى صارت بالفعل جميلة .. !

لكن فى تقديرى الشخصى ان مصر لن تتغير ، ولن تتقدم ولن تضاهى دول متقدمة كثيرة  .. ولن يمحى مفهوم ( البيروقراطية ) هذا السلوك السيء الذى ظل طافحاً على السطح ويتعمق فى الجذور يوماً يعد يوم  ..!

ولقد وصف اساتذة الأدراة فى مصر السمات العامة لتطبيق البيروقراطية المتأصلة والمتوغلة فى مصر منذ الف عام ,لا سيما فى معظم دول العالم الثالث .. ومن بينها مصر .. انه سوء التنظيم وخاصة فى الأجهزة الحكومية  .. وتعدد مستويات التنظيم ويترتب على ذلك كثرة الفواصل بين مستويات التنظيم تبعاً لتعدد وحداته .. ويأتى التمسك بالأجراءات العتيقة البالية واللوائح التى لم تعد تتماشى مع الواقع .. ويأتى سوء العلاقات العامة _ إلى حد كبير بين موظفين الدولة فى الأجهزة الحكومية وبين جمهور المتعاطين معهم من ابناء الشعب .. برغم إصرار الرئيس السيسى على محو هذا الأرث القديم وتطبيق نظام الحوكمة وتكونولوجيا الأتصالات والمعلومات ، وسرعة تنفيذ الأجراءات  .. الا ان هناك بعض الموظفين يزالون يعملون بنفس النظام القديم وفى معظم الدوائر والوزارات  .. أصبح الموظف الأدراى فى النظام البيروقراطى يعتمد على فهمه الشخصى فى تفسير اللوائح والنظم والقواعد التى تحكم العمل ، وذلك بما يتناسب مع إحكامه وسيطرته على المكتب الذى يعمل فيه .. يمضى فى غروره وتحكمه ويقول  :

انا الحاكم بأمره  هنا ..  انا صاحب الكلمة الأولى والأخيرة والفصل والنهى  .. يساعده فى ذلك :

كثرة العاملين والتكديس فيها وذلك يوثر فى طبيعة الأداء الوظيفى .. كذلك الأسراف وارتفاع التكلفة الأقتصادية للخدمة أو الأنتاج ..  !

ان الطامة الكبرى فى تعدد الأجهزة الرقابية ( حتى تفرق الدوم بينهم )  مما يؤدى إلى تداخل اختصاصاتها وتضاربها بشكل واضح وملحوظ ..!

ان هذا الوباء السرطانى فى الحكم السلطانى  المسمى بالبيروقراطية او التعنت فى تيسير الأعمال والأجراءات داخل المكاتب او التنظيمات الأدارية يتفاقم يوماً بعد يوم بسبب إنعدام الرقابة وسيطرة بعض الموظفين على الجهاز الأدراى فى الدولة .. إن ضعف الأخلاق الإدارية يدفع الكثيرون إلى مواصلة استخدام المحاباة والواسطة وهذا نوع من انواع الرشوة .. التى صارت عبر الزمن شغلانة وسبوبة  وعمل حلال .. واغلبهم بيمشى شغله بسبب ضغوط الحياة ، والغلاء  ، وصعوبة الحياة المادية ..!

إن الجنوح نحو النمطية يدفع إلى إنخفاض إنتاجية العامل او الموظف إلى حد كبير  .. وكذلك غيابب المنهجية العلمية فى اتخاذ القرارات الأدراية برغم التطور وسرعة الإجراءات فى بعض المؤسسات القليلة .. والتى اخذت اللقطة مثل الأحوال المدنية وهيئة الأستثمار فقط .. لكن باقى الدولة لازالت متأخرة ومصابة بالبيروقراطية والسبب يرجع إلى عدم الأعتماد على الكفاءات وضعف التدريب بل وانعدامه ..!

إن الفرصة سانحة أمام  (( الرئيس السيسى ))  كى يغير احوال المصريين عن  تقويم سلوك الفرد بشكل عام .. لأبد من وجود رقابة واحدة على كافة المؤسسات  التى تعمل ليل نهار مع تحفيز النشطاء والمهرة وأصحاب المواهب وتشجيهم وإعطاءهم الفرصة ,, ينبغى ان يختفى مفهوم الوساطة والمحسوبية والرشوة والغرور والعظمة  التى اصبحت بمرور الزمن شيء طبيعى وعادى ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى