اخبار الساعةمقالات رئيس التحرير

الدكتور إمبابي: الابتكار الزراعي يعد مفتاح الاستدامة والأمن القومي .!

أضاف أن الابتكار الزراعي له بُعد اقتصادي واضح، إذ يمثل المدخل الرئيسي لزيادة الإنتاجية وتعظيم القيمة المضافة للمنتجات الزراعية،

قال الدكتور ثروت إمبابي، أستاذ مُساعد بكلية الزراعة جامعة بنها، رئيس لجنة الزراعة والري بحزب الوعي، إن الابتكار الزراعي لم يعد ترفًا بل أصبح ضرورة وطنية لتحقيق الأمن الغذائي لمصر، موضحًا أن الزراعة المستدامة لم تعد مجرد هدف بيئي، وإنما قضية سياسية واقتصادية واجتماعية متكاملة ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالأمن القومي.

وأكد إمبابي أن القيادة المصرية تدرك ذلك جيدًا، لذا وضعت ملف الابتكار الزراعي في صميم استراتيجيتها، وهو ما يتجلى في المشروعات القومية الكبرى مثل مشروع “مستقبل مصر” والدلتا الجديدة، التي تمثل رسالة سياسية قوية للعالم بأن مصر قادرة على مواجهة التغيرات المناخية والتحديات المائية بالتخطيط العلمي والتقنيات الحديثة.

أضاف  الدكتور ( ثروت امبابى ) أن الابتكار الزراعي له بُعد اقتصادي واضح، إذ يمثل المدخل الرئيسي لزيادة الإنتاجية وتعظيم القيمة المضافة للمنتجات الزراعية، وأوضح أن إدماج التكنولوجيا الحديثة في الزراعة يفتح آفاقًا جديدة للصناعات المرتبطة بالتصنيع الزراعي، والتعبئة، والتسويق، بما يعزز تنافسية الصادرات المصرية في الأسواق العالمية، ويحد من فاتورة الاستيراد، وهو ما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد الوطني وميزان المدفوعات.

وأشار إلى أن الاستثمار في التكنولوجيا الزراعية لا يرفع فقط الناتج المحلي، بل يخلق فرص عمل حقيقية للشباب في الزراعة المباشرة وفي الصناعات الداعمة لها، وهو ما يسهم في خفض معدلات البطالة وتحقيق العدالة الاجتماعية.

وفي السياق الاجتماعي، أوضح إمبابي أن المزارع الصغير هو المستفيد الأول من الابتكار، إذ تتيح له الأصناف المحسّنة مقاومة الجفاف والملوحة والأمراض، بجانب الإرشاد الزراعي الرقمي الذي يقدم له المعلومات لحظة بلحظة، بما يساعده على اتخاذ قرارات دقيقة.

وأكد أن الابتكار لا يحسّن فقط دخل المزارع، بل يعزز استقراره الأسري، ويحد من ظاهرة الهجرة من الريف إلى المدن، وهو ما ينعكس إيجابًا على التوازن الاجتماعي في مصر.

وأشار إلى أن الابتكار الزراعي يسهم كذلك في تقليل البصمة الكربونية للقطاع من خلال التوسع في الطاقة النظيفة وإعادة تدوير المخلفات الزراعية وتحويلها إلى أسمدة عضوية أو أعلاف بديلة. وأضاف أن هذه الممارسات لا تحقق فقط الاستدامة البيئية، بل تفتح مسارات اقتصادية جديدة وتقلل من الأعباء على الفلاح، مما يجعل الابتكار رافعة متكاملة للنمو.

كما شدد على أن الزراعة الذكية مناخيًا، باستخدام الحساسات والطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي، باتت أداة لا غنى عنها لتحقيق الكفاءة الإنتاجية وترشيد استخدام المياه والمبيدات والأسمدة.

وأكد أن هذه التقنيات تمثل مستقبل الزراعة المصرية، خاصة مع التحديات المتزايدة الناتجة عن التغيرات المناخية.

واختتم إمبابي قائلاً إن الابتكار الزراعي هو السبيل الحقيقي لتحقيق تنمية زراعية مستدامة في مصر. إنه مشروع وطني بامتياز، تتداخل فيه الأبعاد السياسية التي تعزز السيادة الغذائية، والاقتصادية التي تقوي القدرة التنافسية وتخلق فرص عمل، والاجتماعية التي ترفع مستوى المعيشة وتحافظ على التماسك المجتمعي، والبيئية التي تحمي مواردنا الطبيعية. فإذا أردنا مستقبلًا أكثر أمانًا وزراعة أكثر استدامة، فعلينا أن نحول الأفكار المبتكرة إلى سياسات عامة وممارسات عملية تنعكس على أرض الواقع، فالغذاء ليس مجرد سلعة، بل هو أساس الاستقرار والأمن والتنمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى